نظراً لتراث السودان الافريقي العربي المزدوج ولموقعه الإستراتيجي كنقطة لقاء بين العالمين الافريقي والعربي فإنه يلعب دوراً هاماً في المجتمعين الإقليمي والدولي إلى حد يفوق مصالحة الوطنية المباشرة.

السودان عضو في منظمة الأمم المتحدة، والجامعة العربية، والإتحاد الإفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وتحالف الساحل والصحراء، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD)، واللجنة الاقتصادية لدول شرق وجنوب افريقيا (COMESA)، ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، ومنطقة التجارة الحرة الافريقية، وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية الأخرى، ولديه علاقات دبلوماسية مع معظم دول العالم، ويأمل أن يقوم من خلال هذه العلاقات بالنهوض بمصالحه وإعادة تأكيد هويته الجغرافية والمساهمة في تحقيق السلام في الإقليم وعلى المستوى الدولي.

ولم يكتف السودان بإقامة العلاقات مع دول الغرب فقط وإنما فتح ابوابه على العالم بأسره وكون علاقات قوية مبنية على المصالح المشتركة مع دول أخرى مثل الصين، وكوريا، وروسيا، والهند، وماليزيا، واندونيسيا والدول الاسيوية والافريقية الأخرى، واستفاد من هذه العلاقات على مختلف المستويات. وتمثل هذه العلاقات القوية مع مختلف الدول القوة الأساسية للسياسة الخارجية السودانية. ويؤمِن السودان ويعمل بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية الخاصة بالدول الأخرى كما يؤمن بحق هذه الدول في إقامة العلاقات بناءً على المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة، ويدعم السودان نظاماً دولياً يعزز العدالة والترابط بين البشر والتنمية المستدامة.

السودان عضو في الأمم المتحدة ويسعى جاهداً لأداء دوره داخل المنظمة. وعلى الرغم من بعض التعقيدات التي اصطحبت إجراءات مجلس الأمن بشأن الأزمة في دارفور إلا أنه يبذل كل ما بوسعه لتعزيز قيم المنظمة التأسيسية، ويرى أن على الأمم المتحدة إعادة هيكلة نظامها بشكل منهجي بحيث يعكس التنوع الدولي لتكون المنظومة أكثر فعالية وقادرة على تمثيل جميع الدول تمثيلاً حقيقياً، كما يرى أن على المنظمة أن تمنع سيطرة القلة عليها من أجل تعزيز السلام والعدالة والمساواة بالشكل الصحيح. وقد عانى السودان من مشاكل داخلية عديدة بما فيها قضايا الجنوب، ودارفور، والشرق، ومن تصرفات بعض الأطراف التي تقوم بتجميل الحقائق حول هذه الأزمات والتي تتسبب في تفاقم هذه المشاكل وتقوم بإعاقة الأعمال والمجهود المبذول لتحقيق السلام، ولكن بالرغم من سوء الفهم من جانب بعض الأطراف المضللة سعت الدبلوماسية السودانية إلى تحقيق مصلحة البلاد. وتعتبر وزارة الخارجية الأداة الأساسية لمجابهة مثل هذه التحديات، فهي وزارة سيادية مهمة تُمكِّن السودان من القيام بدوره على الساحة الدولية عن طريق سفاراته وقنصلياته في الخارج – والتي تقوم بتعزيز الأهداف الوطنية ورعاية المواطنين السودانيين المغتربين.